أويتلا - الأديب عبد المنعم
صفحة 1 من اصل 1
أويتلا - الأديب عبد المنعم
[size=21]تناولت شريفة الكتاب في شغف وهي تمسح غبارا ناعما كان قد علق عليه فتفرست غلافه البرتقالي برسومه التجريدية .."النمل" ..مسرح للطفل...المؤلف ..مبارك ازرق.."جماعة اولوس الادبية"..ثم في اول صفحة بعد الغلاف اهداء أحمر بحبر سائل اللون ...,,الي قاسم جبريل..مع كل الامنيات ،،
- اتعرفه؟...ومن تكون جماعة أولوس تلك؟ ..وكيف ..وو..
ـــ مهلا ياصديقتي المتعبة..
كانت انتصار قد انضمت الينا وهي تجفف دلتا العرق من علي جيدها بمنديل أزرق ..فالمسافة من سفح الجبل وحتي هذا الكهف "كهف المحنة" كما تسميه شريفة احيانا, مرهقة لانسانة خارجة لتوها من حرير اسرتها ومن نعيمها الميسور ..برغم مايبدو عليها من رشاقة في مشيتها وبعض الملامح الرياضية ..."الهنكوشة" كما يناديها حسين أدروب ..عندما يحاول اغاظتها ..تعتقد شريفة ان كل من اوي الي هذا الكهف واحتمي به فهو مستجير يبحث عن الخلاص ..كانت قد حدثنتا بعد ان عرفتنا علي جدها صالح القدين في زيارتنا الثانية لقرية سوميت التي استهدفت خلوة الشيخ ابوسوميت التي كنا قد القينا عليها نظرة عابرة في زيارتنا الاولي ..فمناسبة العرس كانت تشغل بعضا من تعريشتها ..في تلك الزيارة التي كانت بصحبة شريفة في نهاية الاسبوع تخلف عنا ساطور الذي ذهب برفقة أدّاو وشقيقها البينو لزيارة اسرتهما بالحامية التي تقع اسفل جبل "مكرام" ..فأبوهما عقيدا في الجيش وقائدا لسلاح المشاة بالمنطقة الشرقية..يعرف كل منطقة وكل بقعة حدودية مع جارتنا اثيوبيا التي تتوتر علاقتنا معها دوما بسبب خلاف بسيط علي مناطق محايدة تفصل بين الدولتين بحواجز طبيعية..مثل جبل أو خور او هضبة رسوبية.. أو بسبب الدعم المتبادل للحركات والتنظيمات المعارضة. وهذه الخلافات بين الانظمة لم تلغي التواصل بين الشعبين..ثقافيا وتجاريا,فتهريب البن من "ها"..والصمغ العربي الي "ها" تلك القرية الصغيرة الحدودية التي لم يحدد انتماءها بعد فسكانها من الدولتين مشهورة "بالبرشوت" وهو تهريب للبضائع بالجمال وحمير "المكادي" أو "الدّبّلو" بدون رسوم جمركية, وهي نوع من الحمير الغبشاء القصيرة تحتمل وأزانا اضافية علي ظهورها العريضة ولكنها بطيئة السير ..قرية "ها" تشتهر أكثر بطيور "الجنقو" الهائمة التي تحط علي "متلتها" بعد انتهاء عيد الحصاد لمحصولي السمسم والذرة "الفيتريتة" لتغادرها مع اول رشاش في موسم الخريف..كم مرة زودنا فيها القائد"سريلو" بخرط لمناطق كنا نجري عليها بحثا ميدانيا أو دراسة للتربة اومسحا سكانيا للقري المحيطة ..أو للغطاء النباتي الذي تنتشر فيه غابات "المسكيت" التي تجتهد المنظمة لابادتها واستبدالها بأشجار" البان " تلك الفصيلة من الصنوبريات الاستوائية.. وأشجار الدّوم التي كانت تتكاثر سابقا علي اطراف الخيران ومهاوي السيول فالتهمتها مناشير "الشقيق" لسد حوجة المنطقة المتزايدة لعروش المباني المتنامية للمدينة وللوازمها التي امتدت رقعتها بسبب النزوح..فمع الهزيم الذي تطلقه المدافع الروسية خلف الجبال الشرقية وتلك الراجمات التي تحملها شاحنات ماركة "اورال"..
تزدحم المخيمات المنصوبة علي "وادي الشريف" بآلاف المتضررين الذين شردتهم الحرب وشبح المجاعة.. ومن ثم تستوعبهم المدينة بعد تسسللهم اليها في مهنها الهامشية التي تطورت مع مرور الوقت واصبحت ركيزة هامة للاقتصاد الطفيلي وللتجار..لم نكن نرى داعيا وأهمية البتة في مرافقة ستة افراد من الجنود المسلحين لرحلتنا الميدانية..التي دوما ماتكون علي ناقلة جنود متوسطة..ماركة "مجروس" ..وبعض الوصايا التي يرسلها القائد "سريلو" مع ابنته ..بان لا نبتعد كثيرا عن آخر شجرة "لالوب" تصادفنا في الطريق ..لان اي منطقة لا توجد بها شجرة هجليج فهي خارجة عن دائرة الاستطلاعات العسكرية لتلك الجيوب التي تنتشر فيها عصابات "الفالول" قطاع الطرق ..وقد حدث بالفعل حينما كنا نجري مسحا سكانيا لقري "الماريا"وفي طريق العودة عند غروب نافق خلفته جثة الشمس المطعونة برماح الليل,و حينما توغلت الشاحنة في عمق خور "ابي علقة" صادفتنا مجموعة من عصابة الفالول التي ولت هاربة محتمية بالاشجار مع بعض الرصاصات الطائشة التي أطلقها اثنان من المجموعة المرافقة لنا .[/size]
- اتعرفه؟...ومن تكون جماعة أولوس تلك؟ ..وكيف ..وو..
ـــ مهلا ياصديقتي المتعبة..
كانت انتصار قد انضمت الينا وهي تجفف دلتا العرق من علي جيدها بمنديل أزرق ..فالمسافة من سفح الجبل وحتي هذا الكهف "كهف المحنة" كما تسميه شريفة احيانا, مرهقة لانسانة خارجة لتوها من حرير اسرتها ومن نعيمها الميسور ..برغم مايبدو عليها من رشاقة في مشيتها وبعض الملامح الرياضية ..."الهنكوشة" كما يناديها حسين أدروب ..عندما يحاول اغاظتها ..تعتقد شريفة ان كل من اوي الي هذا الكهف واحتمي به فهو مستجير يبحث عن الخلاص ..كانت قد حدثنتا بعد ان عرفتنا علي جدها صالح القدين في زيارتنا الثانية لقرية سوميت التي استهدفت خلوة الشيخ ابوسوميت التي كنا قد القينا عليها نظرة عابرة في زيارتنا الاولي ..فمناسبة العرس كانت تشغل بعضا من تعريشتها ..في تلك الزيارة التي كانت بصحبة شريفة في نهاية الاسبوع تخلف عنا ساطور الذي ذهب برفقة أدّاو وشقيقها البينو لزيارة اسرتهما بالحامية التي تقع اسفل جبل "مكرام" ..فأبوهما عقيدا في الجيش وقائدا لسلاح المشاة بالمنطقة الشرقية..يعرف كل منطقة وكل بقعة حدودية مع جارتنا اثيوبيا التي تتوتر علاقتنا معها دوما بسبب خلاف بسيط علي مناطق محايدة تفصل بين الدولتين بحواجز طبيعية..مثل جبل أو خور او هضبة رسوبية.. أو بسبب الدعم المتبادل للحركات والتنظيمات المعارضة. وهذه الخلافات بين الانظمة لم تلغي التواصل بين الشعبين..ثقافيا وتجاريا,فتهريب البن من "ها"..والصمغ العربي الي "ها" تلك القرية الصغيرة الحدودية التي لم يحدد انتماءها بعد فسكانها من الدولتين مشهورة "بالبرشوت" وهو تهريب للبضائع بالجمال وحمير "المكادي" أو "الدّبّلو" بدون رسوم جمركية, وهي نوع من الحمير الغبشاء القصيرة تحتمل وأزانا اضافية علي ظهورها العريضة ولكنها بطيئة السير ..قرية "ها" تشتهر أكثر بطيور "الجنقو" الهائمة التي تحط علي "متلتها" بعد انتهاء عيد الحصاد لمحصولي السمسم والذرة "الفيتريتة" لتغادرها مع اول رشاش في موسم الخريف..كم مرة زودنا فيها القائد"سريلو" بخرط لمناطق كنا نجري عليها بحثا ميدانيا أو دراسة للتربة اومسحا سكانيا للقري المحيطة ..أو للغطاء النباتي الذي تنتشر فيه غابات "المسكيت" التي تجتهد المنظمة لابادتها واستبدالها بأشجار" البان " تلك الفصيلة من الصنوبريات الاستوائية.. وأشجار الدّوم التي كانت تتكاثر سابقا علي اطراف الخيران ومهاوي السيول فالتهمتها مناشير "الشقيق" لسد حوجة المنطقة المتزايدة لعروش المباني المتنامية للمدينة وللوازمها التي امتدت رقعتها بسبب النزوح..فمع الهزيم الذي تطلقه المدافع الروسية خلف الجبال الشرقية وتلك الراجمات التي تحملها شاحنات ماركة "اورال"..
تزدحم المخيمات المنصوبة علي "وادي الشريف" بآلاف المتضررين الذين شردتهم الحرب وشبح المجاعة.. ومن ثم تستوعبهم المدينة بعد تسسللهم اليها في مهنها الهامشية التي تطورت مع مرور الوقت واصبحت ركيزة هامة للاقتصاد الطفيلي وللتجار..لم نكن نرى داعيا وأهمية البتة في مرافقة ستة افراد من الجنود المسلحين لرحلتنا الميدانية..التي دوما ماتكون علي ناقلة جنود متوسطة..ماركة "مجروس" ..وبعض الوصايا التي يرسلها القائد "سريلو" مع ابنته ..بان لا نبتعد كثيرا عن آخر شجرة "لالوب" تصادفنا في الطريق ..لان اي منطقة لا توجد بها شجرة هجليج فهي خارجة عن دائرة الاستطلاعات العسكرية لتلك الجيوب التي تنتشر فيها عصابات "الفالول" قطاع الطرق ..وقد حدث بالفعل حينما كنا نجري مسحا سكانيا لقري "الماريا"وفي طريق العودة عند غروب نافق خلفته جثة الشمس المطعونة برماح الليل,و حينما توغلت الشاحنة في عمق خور "ابي علقة" صادفتنا مجموعة من عصابة الفالول التي ولت هاربة محتمية بالاشجار مع بعض الرصاصات الطائشة التي أطلقها اثنان من المجموعة المرافقة لنا .[/size]
admin- Admin
- عدد الرسائل : 519
الموقع : https://beja.yoo7.com
الدولة : النرويج
تاريخ التسجيل : 23/11/2008
"الورقة الشخصية"
"الورقة الشخصية" :: 1
مواضيع مماثلة
» أويتلا - الأديب عبد المنعم
» أويتلا - الأديب عبد المنعم
» أويتلا - الأديب عبد المنعم
» أويتلا - الأديب عبد المنعم
» أويتلا - الأديب عبد المنعم
» أويتلا - الأديب عبد المنعم
» أويتلا - الأديب عبد المنعم
» أويتلا - الأديب عبد المنعم
» أويتلا - الأديب عبد المنعم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى