أويتلا - الأديب عبد المنعم
صفحة 1 من اصل 1
أويتلا - الأديب عبد المنعم
[size=21]قالت "شريفة" ان جدها صالح القدين بعد وفاة زوجته "زينوبا" بعد ان انجبت اباها "حسن" بأيام قلائل احتمي بهذا الكهف شهورا بعد ان اودع الطفل برفقة ام زينوبا الي الحوش الكبير "حوش السيد" لترعاه امراة أخري وترضعه بعد ان فقدت وليدها اثناء عملية توليد قاسية..مكث يعتصر احزانه ويندب حظه العاثرفهذه المرة الثانية التي يفقد فيها زوجه .. كان قبل ان يفد الي سوميت تزوج بامراة قريبته في منطقة خور "بركة" ولكنها ماتت بعد شهر من الزواج وفي تلك المنطقة لديهم معتقدا اذا ماتت امراة او رجل قبل اربعين يوما من ليلة العرس فلن يحظي الزوج او الزوجة مرة أخري بالزواج ويصبح منبوذا من القبيلة باعتباره مصدرا للشؤم.."الحضيري" كما يسمونه والاطفال الذين يولدون في تلك السنة يتم وشمهم بفصدات افقية متقاربة علي الخدين مثل تلك التي تزين السلاجق اصحاب دفاتر "التكلة" تلك التي يسجل فيها رسومات الضرائب والجبايات للاراضي المستحوزة والانعام...خرج صالح القدين منبوذا من منطقته فهام سنوات و سنوات علي الارض قبل ان تجتذبه رياح الخصب التي خلفها طقس "العادة" ورائحة العنبر.
تحلقت ثلة النفير عند "تقاة" مستديمة وهي مكان الحصاد الذي تفصل فيه الحبة عن السنبلة بمطارق الاندراب بعد نهاية فصل "الدرت" برياحه الحارقة التي تجفف السنابل وتجعلها سهلة الانفصال. . كانت زينوبا تحمل السنابل المقطوعة في سلال مصنوعة من الزعف..من مكان الزرع لتفرغها وسط حلقة التقاة ففي احدي مرات السعي ..وبينما كانت منحنية لتفرغ "قفتها" تلك امتدت يد "الدرملي" لتلامس فراشتها النائمة وتستقر في مركز اللذة المكبوته فنطت دونما ارادة مثل فأر في مصيدة مستوردة واستقرت بين كومة السنابل الناضجة يلسعها شري اللحظات الخاطفة..ودبيب النفس الملدوغة ..سري النمل في روحها مدغدغا لانوثتها البكرة..واحتوتها قناديل الكون لتسد مسغبتها المفاجئة ..توقفت عجلة الزمن وطالتها الغيبوبة..خفافيش تغتسل في سماء لزجة ..وملكات "الأرضة" تحررت من العالم السفلي ..لتتخلق في فضاء ابكم ثم تعبر خطوط التلاشي بين استار هلامية..مر شريط حياتها بذكريات الطفولة مثل عطر الهنيهة فكانت اغفاءة كبري وشلال أخرس, دارت مع وجومه عجلة الزمن علي محنة القرية مثل سمكة تحاول التهام ذيلها سنة بعد سنة ..فرأت نفسها مشبوحة في عرض النهر مثل جسر بدائي تعبر فوقه أجيال التمني وصبايا القرية ..وغبار الطمي ينثال من مجرات بعيدة يستقرعلي نشيد الجسد الساجي كمعزوفة سماوية..ورائحة العنبر تطارد شبان القرية..لكن زخاتها عبأت زكيبة الروح لغريب هائم ولقادم جديد من اسفل النهر .
- بركاتك يا شيخ ابوسوميت العارج..تنجدنا .
بايمان مطلق قالتها "تريعية" تلك المرأة المسؤلة عن طقس العنبر ..حينما احست حركة في جسد زينوبا المطروح علي طقس العادة.
- قااا..د..ين
قالتها زينوبا وهي تتحرر من غفوتها .. فجاءت كلماتها فاترة وعطشي .."قادين" معلنة عن فتاها القادم
تعالت الزغاريد..وتقاطر الرجال والنساء ..من عطفات الوادي ..ومنحنيات النهر ..بحمير ريفاويات ..وصدور عارية الا من الفرح الذي سكن القلوب
والسماحة النادرة..بسطاءٌ مثل واحة في صحراء التكوين .. كل مجموعة تمثل اسرة من فريق رحب ..يحملون هداياهم..خروفا كان أو ريكة بها ذرة مطحونة لا أحد يعتذر عن حاله أو يشكو الندرة..قداح الدّبكر امتلأت "بالدّمفريس" حساء ممزوجا برقائق شفافة مصنوعة من عجين الذرة الخمير لا تكاد تفرغ تلك الصحون الخشبية حتي تلاحقها خطوط الامدادات الموصولة بينها وأطباق "الكسرة" والقدور تصطلي علي بيض النار الحامي في هدوء الجذوة ..من شبع فدونه الجدول "الممرتق" بسد طيني..فليغسل يديه او فليتوضأ..لا عليك ان تجشأت في وجه اخيك..فالكل متخم بالاشياء وممتلئ بالنشوة.. انه يوم فريد من عمر قرية "سوميت"
-- انهم قادمون .... [/size]
تحلقت ثلة النفير عند "تقاة" مستديمة وهي مكان الحصاد الذي تفصل فيه الحبة عن السنبلة بمطارق الاندراب بعد نهاية فصل "الدرت" برياحه الحارقة التي تجفف السنابل وتجعلها سهلة الانفصال. . كانت زينوبا تحمل السنابل المقطوعة في سلال مصنوعة من الزعف..من مكان الزرع لتفرغها وسط حلقة التقاة ففي احدي مرات السعي ..وبينما كانت منحنية لتفرغ "قفتها" تلك امتدت يد "الدرملي" لتلامس فراشتها النائمة وتستقر في مركز اللذة المكبوته فنطت دونما ارادة مثل فأر في مصيدة مستوردة واستقرت بين كومة السنابل الناضجة يلسعها شري اللحظات الخاطفة..ودبيب النفس الملدوغة ..سري النمل في روحها مدغدغا لانوثتها البكرة..واحتوتها قناديل الكون لتسد مسغبتها المفاجئة ..توقفت عجلة الزمن وطالتها الغيبوبة..خفافيش تغتسل في سماء لزجة ..وملكات "الأرضة" تحررت من العالم السفلي ..لتتخلق في فضاء ابكم ثم تعبر خطوط التلاشي بين استار هلامية..مر شريط حياتها بذكريات الطفولة مثل عطر الهنيهة فكانت اغفاءة كبري وشلال أخرس, دارت مع وجومه عجلة الزمن علي محنة القرية مثل سمكة تحاول التهام ذيلها سنة بعد سنة ..فرأت نفسها مشبوحة في عرض النهر مثل جسر بدائي تعبر فوقه أجيال التمني وصبايا القرية ..وغبار الطمي ينثال من مجرات بعيدة يستقرعلي نشيد الجسد الساجي كمعزوفة سماوية..ورائحة العنبر تطارد شبان القرية..لكن زخاتها عبأت زكيبة الروح لغريب هائم ولقادم جديد من اسفل النهر .
- بركاتك يا شيخ ابوسوميت العارج..تنجدنا .
بايمان مطلق قالتها "تريعية" تلك المرأة المسؤلة عن طقس العنبر ..حينما احست حركة في جسد زينوبا المطروح علي طقس العادة.
- قااا..د..ين
قالتها زينوبا وهي تتحرر من غفوتها .. فجاءت كلماتها فاترة وعطشي .."قادين" معلنة عن فتاها القادم
تعالت الزغاريد..وتقاطر الرجال والنساء ..من عطفات الوادي ..ومنحنيات النهر ..بحمير ريفاويات ..وصدور عارية الا من الفرح الذي سكن القلوب
والسماحة النادرة..بسطاءٌ مثل واحة في صحراء التكوين .. كل مجموعة تمثل اسرة من فريق رحب ..يحملون هداياهم..خروفا كان أو ريكة بها ذرة مطحونة لا أحد يعتذر عن حاله أو يشكو الندرة..قداح الدّبكر امتلأت "بالدّمفريس" حساء ممزوجا برقائق شفافة مصنوعة من عجين الذرة الخمير لا تكاد تفرغ تلك الصحون الخشبية حتي تلاحقها خطوط الامدادات الموصولة بينها وأطباق "الكسرة" والقدور تصطلي علي بيض النار الحامي في هدوء الجذوة ..من شبع فدونه الجدول "الممرتق" بسد طيني..فليغسل يديه او فليتوضأ..لا عليك ان تجشأت في وجه اخيك..فالكل متخم بالاشياء وممتلئ بالنشوة.. انه يوم فريد من عمر قرية "سوميت"
-- انهم قادمون .... [/size]
admin- Admin
- عدد الرسائل : 519
الموقع : https://beja.yoo7.com
الدولة : النرويج
تاريخ التسجيل : 23/11/2008
"الورقة الشخصية"
"الورقة الشخصية" :: 1
مواضيع مماثلة
» أويتلا - الأديب عبد المنعم
» أويتلا - الأديب عبد المنعم
» أويتلا - الأديب عبد المنعم
» أويتلا - الأديب عبد المنعم
» أويتلا - الأديب عبد المنعم
» أويتلا - الأديب عبد المنعم
» أويتلا - الأديب عبد المنعم
» أويتلا - الأديب عبد المنعم
» أويتلا - الأديب عبد المنعم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى