للأماكن ذاكرة ، ولنا الحنين 2

من طرف **admin** الإثنين فبراير 09, 2009 4:37 am

الصباحات ندية في بيرجن , أنه بلد جميل . لكن النظام هنا صمم لأناس غيرك , هذه الطرقات الأنيقة ليست لك , أخال أنها الآن تستنكر وقع

خطواتك عليها , والهواء , كما قال أحمد : تتنفس هواء خلق لغيرك . أنك الآن هنا تقاسم الناس أشياءهم و لكنك لا تستطيع الدخول

الي ذكرياتهم وحكاياتهم . ستظل دائما مثل دمل علي وجه المكان . وأقول أنني أستطيع البقاء هنا للأبد , أنني الآن مغرم بهذا المكان ,

ولتذهب الي الجحيم – أو الي الخرطوم, فالخرطوم هي الجحيم – كل بكاءات الحنين ألي الوطن .

أنها المرة الأولي التي تصل فيها الي قناعة الرحيل عن وطن لا يقبل غير التقدم للوراء , وطن الفتاوي المستديمة عن حرمة كشف غطاء

الرأس وعن جواز نكاح ما ملكت أيمانكم , أنهم يهيئون الحياة بالطريقة التي تروق لهم , ومأساتك أنها لا تروق لك , أذن ما عليك سوي

مغادرة تلك البلاد , ما عليك سوي التنازل عن أحلام الطفولة بالسودان العظيم وفي القولد التقيت بالصديق ومنقو قل معي ... أنه وطن ليس

لنا , فلا أحد هنا يتحدث عن حكم الفقر ولا أحد هنا يتحدث عن حكمة الجوع .