للأماكن ذاكرة ، ولنا الحنين

من طرف **admin** الإثنين فبراير 09, 2009 4:32 am

والمكان الذي استوحشته عند حلولك فيه صار الآن اليفًا ويغري بالبقاء , يغريك المكان بالبقاء حين تقدح فيك ذاكرة الرحيل نحو البلاد

التي ابتلاك الله بها وطنًا , عائد أنت أذن للمشاوير العدمية كل صباح وكل مساء , للحرارة التي ما انفكت تشعل فيك التساؤلات التي ما

فارقتك يومًا عن جدوي البقاء , علي الأخص حين يشعل فيك أولئك الذين اختصروا الحقيقة في شعيرات خفيفة تنبت عند الفك الأسفل ، يشعلون

فيك احساس الدودة بالدجاجة , انه وطن لا يساوي كل هذا الحنين . لكن السودانيون هنا لا يملون من مشاهدة تلك القناة , يعرفون ما يحدث

داخل الوطن أكثر حتي من اولئك الذين لم يغادروه أطلاقًا , وتمامًا كمجوسيين مجتهدين كانوا يبقون جذوة الحنين متقدة فيهم علي الدوام ,

بالسلطات المغطاة بزيت السمسم, والعصيدة في امتزاج القراصة في مساءات رمضان الأوروبية , الفرق الوحيد هنا أن اميرة قطعت الدجاجة

مستعملة المقص وأنهم هنا يتناولون البليلة وبقية الأشياء مستعملين الملاعق والشوك .

كانت الشوكة في قلبي أنا , تنكأني تلك الشوكة حال رؤية العاشقين هنا يتبادلون القبلات في شوارع لا تشابه غير أنفسها من بهجة الخضرة

وغناء الزهور , تنكأك الشوكة فلا تملك أن تفعل غير أن تبدو مثل أهل روما .