الرسالة الثالثة
صفحة 1 من اصل 1
الرسالة الثالثة
تحية طيبة. وبعد،،،
لا تبكي ... دعيهم يا حبيبتي يقولون أي شيء، فهم لا يعلمون، وإن علموا فلن يفقهوا. هم إنما كمن يصفق في حفل خيري لجمعية الصم والبكم، ألم تلاحظي أن مكبرات الصوت لم تكن تعمل!! إذن دعيهم؛ فليصفقوا كيفما شاءوا فالتصفيق في حد ذاته لا يرفع الناس قدراً؛ إنما ترفعهم أعمالهم، وأعمالهم فقط هي من تضعهم في محك حقيقي عندما يعجز الخطاب أعلاه عن التطبيق.
هل رأيتِ ذلك الصراع؟ العجوز الذي يرفع رايةً أثقل من تحمله مسئولية أبنائه الأربعة. عجوز لا يفرق بين التمييز والمفعول المطلق، يرفع راية اللغة في وجه جيش لا قبل له بهم. ألم ترِ الجيش قد يمم شطره عائداً عندما لم يجد معركة حقيقية متكافئة ، فوقف الشيخ على قمة تلٍ رملي ، وغرز فيه رايته الثقيلة عليه ، ورفع قبضته مكتفياً بإصبعين علامة النصر !!!! إنها مهزلة يا حبيبتي ، فلا عليك.
حبيبتي تركتك آخر مرة ، وأنت لست بخير. وأعلم أن خوفك علي سوف يستمر إلى أن يشاء الله ، ولكنني بخير ، فقط تزعجني في الغرفة أنثى بعوضة ، ليس لها من القدرة إلا أن تمتص دمائي وأنا نائم ، وبعض الضجيج. فلا تخافي يا حبيبتي ، سوف أشتري طارد الحشرات حيث أنه زهيد الثمن !!
لي الآن بعض القصائد التي أحرّمها على الناس ، لأنها لا تعنيهم كثيراً .. فقط تعنينا نحن. وتلك القصائد يا حبيبتي لن تر النور إلا عندما تطفأ جميع الأنوار غير الصالحة للإضاءة ، وعندما يصبح وجهك هو المكان الوحيد الذي يضيء. حزنك لا يليق بوجهك الوضاء ، فلا تحزني أرجوكِ بل تمني لي أن أعود سالماً من رحلتي القادمة. كل ما عليك هو أن تعلمي أني أحبك مثلما لن تتخيلي لأنك الإنسانة الوحيدة التي تتمتع بالموهبة اليسوعية في المسح. فامسحي على جرحي لكي تزول هذه الجراح والقروح، وامسحي على عيني كي أرتد بصيراً، وامسحي على تاريخي كي أنسى كل التواريخ إلا تلك التي سمعت فيها صوتكِ أول مرة.
ابن عمي بخير ، تبتلعه حمى مهووسة، وحرب الكريات البيضاء لا تنتهي أبداً .. لكنه يتعالى في بعض حالاته عند التأوه فيقول قصيدة جميلة أو يهذي باسم حبيبته، هي الأخرى لم تعد تسأل عنه. ربما تخاف من ألسنة أولاد الحي الجالسين على الدوام قرب عامود الإضاءة في الشارع المقابل. شباب يصفرون كلما مرتّ سيارة زفّة وهي كثيراً ما تمر من هنا ، ربما كانت نفس السيارة تمر كل مرة !! ليته - ابن عمي - يفيق ليعلم أني أحبه.
بعض الأخبار المتفرقة التي أحجبها عنك ، ربما لأجد عذراً لأكتب إليك في المرة القادمة يا حبيبتي فكوني بخير حتى ذلك الوقت. ولا تنسي أن تقبل صورتي المعلقة على صدرك ، أو تلك الصغيرة التي في سلسلة المفاتيح. وأنا لن أكف عن تقبيل صورتك كل صباح
admin- Admin
- عدد الرسائل : 519
الموقع : https://beja.yoo7.com
الدولة : النرويج
تاريخ التسجيل : 23/11/2008
"الورقة الشخصية"
"الورقة الشخصية" :: 1
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى