البجا .. حياتهم وتاريخهم
صفحة 1 من اصل 1
البجا .. حياتهم وتاريخهم
قبائل 'البجا' عبارة عن مجموعات رعوية تقطن في الجانب الشرقي من الأراضي السودانية حيث تبلغ المساحة التي يتحركون فيها ما يقرب من '110000' مائة وعشرة ألف ميل مربع في المنطقة الواقعة بين خطي عرض '17 ـ 23' ويبلغ تعدادهم السكاني ما يزيد على ثلاثة ملايين نسمة يمثلون 12 % من عدد سكان السودان كما أن بضعة آلاف منهم يعيشون في الأطراف الجنوبية الشرقية لمصر والأجزاء الشمالية والغربية في إريتريا إلا أن وجودهم المكثف يتركز على سهول وجبال البحر الأحمر شرقي السودان.
وتفضل قبائل 'البجا' حياة البداوة والتنقل على الرغم من قرب وجودهم من سواحل البحر لذلك فهم لا يعرفون الصيد ولا يحبون أكل السمك ويقتصر نشاطهم على الرعي فضلا عن ممارستهم للتجارة عبر الحدود بطرق غير شرعية أحيانا .. في حين تتركز الثروات الاقتصادية لمناطق 'البجا' في المعادن وخاصة الذهب الذي تم اكتشافه بجبال البحر الأحمر .
ويهتم البجاويون كعادة أجدادهم الذين استوطنوا شرق السودان قبل مئات السنين بتربية الجمال التي تمثل الأداة الأساسية لتنقلاتهم فضلا عن كونها المصدر الأساسي للحوم واعتبارها الدليل على القوة لديهم .
كما تعتبر القهوة من أهم ملامح حياتهم اليومية وجزءً هاما من الثقافة والتراث البجاوي ويتمتع البجاويون بقدرات عالية في التعامل مع البيئة البدائية فهم يستطيعون معرفة الزمن عن طريق الاستدلال بالنجوم في الليالي المظلمة كما يستخرجون أدويتهم من الأشجار المحيطة بهم بعد خلطها بحليب النوق .
ويميز الشخصية البجاوية أنها حذرة وغامضة إلى حد ما ومن هنا يأتي ضعف اختلاطهم بمن حولهم الأمر الذي جعل الإنجليز يصفونهم بالانعزاليين.
ويعود تاريخ قبائل البجا إلى آلاف السنين حيث تشير إلى ذلك الكتابات الهيروغليفية عند قدماء المصريين التي روت جزءا من تاريخ البجا الذين لم يكن لهم لغة مكتوبة خاصة بهم وهو ما لم يجعلهم يقومون بتدوين تاريخهم القديم إلا أن ذكرهم جاء عبر كتابات الشعوب التي حولهم .
وكان 'البجا' يعيشون بمنطقة وادي النيل لكن الهجمات التي كانت تشنها 'البجا' ضد الدولة الرومانية في مصر أدت إلى أن يرسل ملك الرومان في ذلك الوقت جيشا جرارا لقتالهم مما اضطرهم إلى التراجع إلى مناطق جبال البحر الأحمر ذات التضاريس القاسية.
وخلال القرن الرابع الميلادي دخلت النصرانية مملكة النوبة في شمال السودان ثم جاء بعدها الإسلام في القرنين السابع والثامن الميلادي لتتحول بلاد لنوبة من النصرانية إلى الإسلام غير أن الديانتين وجدا صعوبة شديدة في الدخول إلى مناطق 'البجا' لوعورة الجبال واتساع الصحراء .
وبعد أن اكتشف العرب الذهب في جبال البحر الأحمر استطاعوا الوصول إلى 'البجا' الذين سارعوا باعتناق الإسلام خلال منتصف القرن التاسع الميلادي ثم بدأت عمليات الهجرات المتعددة إلى منطقة 'البجا' حيث أنها كانت جاذبة لأهميتها الجغرافية فهي المدخل الشرقي لإفريقيا عبر موانئهم القديمة 'بأضع' 'عيذاب' 'سواكن' وتوالت الهجرات من مختلف الأرجاء، خاصة من 'سبأ' و'البلي' جنوبي مصر، كما هاجرت إليها قبائل 'جهينة' و'همزان' و'كندة' و'لخم' و'الأزد' و'جزام' و'ربيعة' و'مضر' و'هوازن' و'بني سليم' وبعضهم اختلط بأهلها كربيعة وجهينة وبعض شعوب آسيا كالهنود من خلال مرور تجارتهم عبرها واستقر فيها بعض الحجاج المسيحيين وهم في طريقهم إلى بيت المقدس من الداخل الإفريقي والحبشة وهو ما كون التشكيلة التي عليها أهل 'البجا' الآن .
وتتفق أغلب المصادر على أن اسم 'البجا' أطلقه العرب على سكان المنقطة إلا أن 'البجا' يفضلون أن يطلقوا على أنفسهم اسم 'بداويت' باعتباره الاسم الذي يتمتع بسند من لغتهم عكس 'البجا' الذي لا يعني شيئًا لديهم.
كما اتفق المؤرخون على أن 'البجا' من أبناء 'كوش بن كنعان' وبذلك هم ينتمون إلى الشعوب السامية الذين نزحوا من بلاد العرب منذ عصور موغلة في القدم .
وتتمثل الملامح الشكلية للبجاوي في أنه صغير البنية متوسط القامة وسريع الحركة وله وجه نحيل بيضاوي وفك غير عريض ولكنه ينزل في زاوية حادة إلى الذقن فتصبح كأنها زاوية المثلث ويشوب بشرته حمرة وشعره ناعم وكث تغلب عليه الأمواج وأنفه حسن الاستقامة ويبدو مثالا حسنا للأنف القوقازي.
ويرتدي البجاوي الجلباب الأبيض العادي وعليه الصدرية وتعلو رأسه العمامة الطويلة البيضاء كما يمتشق السيف أو الخنجر اللذان يستخدمهما في الرقص فضلا عن الدفاع عن النفس .
وتنقسم 'البجا' إلى خمس قبائل هي 'الهدندوة' وأهم مدنهم 'ستكات كسلا هيا' في شرق السودان و'الأمرأر' في 'سلّوم' و'بورتسودان' في 'كسلا' و'البشاريين' و'البني عامر' و'الحلنقة' كما يوجد العبابدة في 'شلاتين' والقصيرة في 'حلايب'، وأبو رماد وعطيرة في 'طوكر'، و'كسلا' و'الشواك' والحباب في 'قرورة'، وعقيق ونقفه وأغوردات والسواكينه في 'سواكن' و'بورتسودان'.
ويستخدم 'البجا' لغتين أساسيتين يختلفان عن بعضهما البعض هما 'التبداوية' و'التيجرية' فالتبداوية مشتقة من اللغة الكوشية وقد تأثرت باللغة التيجرية والعربية ويتحدث بها معظم البجا ولكنها غير مكتوبة وبالتالي ليس لديها إلا أدب شفهي.
أما اللغة التيجرية فقد اشتقت من لغة الجيز وهي اللغة التي كانت مستخدمة في الكنيسة الأرثوذكسية بأثيوبيا ويتحدث بها من البجاويين البني عامر.
وتفضل قبائل 'البجا' حياة البداوة والتنقل على الرغم من قرب وجودهم من سواحل البحر لذلك فهم لا يعرفون الصيد ولا يحبون أكل السمك ويقتصر نشاطهم على الرعي فضلا عن ممارستهم للتجارة عبر الحدود بطرق غير شرعية أحيانا .. في حين تتركز الثروات الاقتصادية لمناطق 'البجا' في المعادن وخاصة الذهب الذي تم اكتشافه بجبال البحر الأحمر .
ويهتم البجاويون كعادة أجدادهم الذين استوطنوا شرق السودان قبل مئات السنين بتربية الجمال التي تمثل الأداة الأساسية لتنقلاتهم فضلا عن كونها المصدر الأساسي للحوم واعتبارها الدليل على القوة لديهم .
كما تعتبر القهوة من أهم ملامح حياتهم اليومية وجزءً هاما من الثقافة والتراث البجاوي ويتمتع البجاويون بقدرات عالية في التعامل مع البيئة البدائية فهم يستطيعون معرفة الزمن عن طريق الاستدلال بالنجوم في الليالي المظلمة كما يستخرجون أدويتهم من الأشجار المحيطة بهم بعد خلطها بحليب النوق .
ويميز الشخصية البجاوية أنها حذرة وغامضة إلى حد ما ومن هنا يأتي ضعف اختلاطهم بمن حولهم الأمر الذي جعل الإنجليز يصفونهم بالانعزاليين.
ويعود تاريخ قبائل البجا إلى آلاف السنين حيث تشير إلى ذلك الكتابات الهيروغليفية عند قدماء المصريين التي روت جزءا من تاريخ البجا الذين لم يكن لهم لغة مكتوبة خاصة بهم وهو ما لم يجعلهم يقومون بتدوين تاريخهم القديم إلا أن ذكرهم جاء عبر كتابات الشعوب التي حولهم .
وكان 'البجا' يعيشون بمنطقة وادي النيل لكن الهجمات التي كانت تشنها 'البجا' ضد الدولة الرومانية في مصر أدت إلى أن يرسل ملك الرومان في ذلك الوقت جيشا جرارا لقتالهم مما اضطرهم إلى التراجع إلى مناطق جبال البحر الأحمر ذات التضاريس القاسية.
وخلال القرن الرابع الميلادي دخلت النصرانية مملكة النوبة في شمال السودان ثم جاء بعدها الإسلام في القرنين السابع والثامن الميلادي لتتحول بلاد لنوبة من النصرانية إلى الإسلام غير أن الديانتين وجدا صعوبة شديدة في الدخول إلى مناطق 'البجا' لوعورة الجبال واتساع الصحراء .
وبعد أن اكتشف العرب الذهب في جبال البحر الأحمر استطاعوا الوصول إلى 'البجا' الذين سارعوا باعتناق الإسلام خلال منتصف القرن التاسع الميلادي ثم بدأت عمليات الهجرات المتعددة إلى منطقة 'البجا' حيث أنها كانت جاذبة لأهميتها الجغرافية فهي المدخل الشرقي لإفريقيا عبر موانئهم القديمة 'بأضع' 'عيذاب' 'سواكن' وتوالت الهجرات من مختلف الأرجاء، خاصة من 'سبأ' و'البلي' جنوبي مصر، كما هاجرت إليها قبائل 'جهينة' و'همزان' و'كندة' و'لخم' و'الأزد' و'جزام' و'ربيعة' و'مضر' و'هوازن' و'بني سليم' وبعضهم اختلط بأهلها كربيعة وجهينة وبعض شعوب آسيا كالهنود من خلال مرور تجارتهم عبرها واستقر فيها بعض الحجاج المسيحيين وهم في طريقهم إلى بيت المقدس من الداخل الإفريقي والحبشة وهو ما كون التشكيلة التي عليها أهل 'البجا' الآن .
وتتفق أغلب المصادر على أن اسم 'البجا' أطلقه العرب على سكان المنقطة إلا أن 'البجا' يفضلون أن يطلقوا على أنفسهم اسم 'بداويت' باعتباره الاسم الذي يتمتع بسند من لغتهم عكس 'البجا' الذي لا يعني شيئًا لديهم.
كما اتفق المؤرخون على أن 'البجا' من أبناء 'كوش بن كنعان' وبذلك هم ينتمون إلى الشعوب السامية الذين نزحوا من بلاد العرب منذ عصور موغلة في القدم .
وتتمثل الملامح الشكلية للبجاوي في أنه صغير البنية متوسط القامة وسريع الحركة وله وجه نحيل بيضاوي وفك غير عريض ولكنه ينزل في زاوية حادة إلى الذقن فتصبح كأنها زاوية المثلث ويشوب بشرته حمرة وشعره ناعم وكث تغلب عليه الأمواج وأنفه حسن الاستقامة ويبدو مثالا حسنا للأنف القوقازي.
ويرتدي البجاوي الجلباب الأبيض العادي وعليه الصدرية وتعلو رأسه العمامة الطويلة البيضاء كما يمتشق السيف أو الخنجر اللذان يستخدمهما في الرقص فضلا عن الدفاع عن النفس .
وتنقسم 'البجا' إلى خمس قبائل هي 'الهدندوة' وأهم مدنهم 'ستكات كسلا هيا' في شرق السودان و'الأمرأر' في 'سلّوم' و'بورتسودان' في 'كسلا' و'البشاريين' و'البني عامر' و'الحلنقة' كما يوجد العبابدة في 'شلاتين' والقصيرة في 'حلايب'، وأبو رماد وعطيرة في 'طوكر'، و'كسلا' و'الشواك' والحباب في 'قرورة'، وعقيق ونقفه وأغوردات والسواكينه في 'سواكن' و'بورتسودان'.
ويستخدم 'البجا' لغتين أساسيتين يختلفان عن بعضهما البعض هما 'التبداوية' و'التيجرية' فالتبداوية مشتقة من اللغة الكوشية وقد تأثرت باللغة التيجرية والعربية ويتحدث بها معظم البجا ولكنها غير مكتوبة وبالتالي ليس لديها إلا أدب شفهي.
أما اللغة التيجرية فقد اشتقت من لغة الجيز وهي اللغة التي كانت مستخدمة في الكنيسة الأرثوذكسية بأثيوبيا ويتحدث بها من البجاويين البني عامر.
colamtw- عدد الرسائل : 12
تاريخ التسجيل : 09/01/2009
"الورقة الشخصية"
"الورقة الشخصية" :: 1
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى