معارضة شرق السودان والتوفيق بين أهدافها الحقيقية000 والأهداف التي أوجدت من أجلها

من طرف **admin** الثلاثاء مايو 19, 2009 10:19 am

المتتبع للشأن البجاوي يتفطر قلبه ألماً لما تعاني منه منطقة البجا في شرق السودان وشمال شرق ارتريا والجنوب الشرقي لمصر من تخلف وجهل ومرض مع تفاوت في المستوى بين سكان كل قطر والمعطيات الخاصة لكل فئة من حيث التعاطي مع الحراك السياسي والإجتماعي لكل في محيطه المحلي ومدى تفاعله بالمحيط الخارجي الذي حوله فمثلاً لو أخذنا البجا في أرتريا في ارضهم أنطلقت شرارة النضال المسلح الإرتري وأن مفجر الثورة حامد إدريس عواتي كان من الناطقين بالتبداويت وأن جم من إلتف حول الثورة كانوا من القبائل البجاوية وكانو الحاضن الأول للثورة ولكن للأسف بعد التحرير لم تشهد مناطقهم إلا التهميش وإنسان هذه المنطقة لم ينال من الدولة الفتية إلا اللإقصاء والسجون والتغريب لهويته الثقافية والدينية والإجتماعية بالرغم من هذا الدور الظالم للنظام الإرتري للمجتمع البجاوي في إرتريا عملت الحكومة الإرترية في إنشاء تنظيم بجاوي سوداني من عناصرها السودانية من أبناء البجا الذين كانت تربطهم بها علاقات خاصة أمثال عبدالله محمدأحمد الملقب (عبدالله كنه) تحت مسمى( مؤتمرالبجا) مستغلة اللإسم التاريخي لهذا التنظيم العملاق الذي تكون في بورتسودان عام 1958وشخص مشاكل الإنسان البجاوي في السودان ووضع تصورات الحلول لهذه المشاكل دون الإنضواء تحت مظلة فكرية معينة وكانت قيادته كل همها إنتشال إنسان الشرق من دون تحديد لإثنيته القبلية0 ولكن من سرقوا هذا الإسم للأسف لم يشبهوا المؤسسين الأوائل لهذا التنظيم لا من حيث المبدأ ولاالتجرد ولاالحرص فمثلاً عبدالله كنه كان عضواً في الحزب الشيوعي السوداني ومنظماً مع الجبهة الشعبية لتحريرإرتريا وعمل بكل توجيهاتها وأجندتها السياسة فيما يتعلق بالشأن البجاوي مما نتج عن ذلك ميلاد تنظيم مسخ لايشبه الإنسان البجاوي وشموخه وكبريائه وأصبح هذا التنظيم منذ نشوئه يخدم مصالح الحكومة الإرترية ويستخدم كأداة لأطماع الحكومة الإرترية التي أنشأته اصلاً لهذا الهدف وأصبح أداة طيعة بيدها عكس تنظيمات التجمع الوطني الأخرى التي كانت لها حساباتها الخاصة وقد إنفرط عقد علاقتها بالحكومة الإرترية عندما لمست منها أجندتها الخاصة في إستخدام المعارضة السودانية ولم يتبقى مع الحكومة الإرترية إلا من صنعوهم لحساباتهم الخاصة (مؤتمر البجا والإسود الحرة) ضمن هذه الإشكالية في ازدواجية الهدف هل هو تنظيم بجاوي هدفه خدمة القضية البجاوية كما يدعي منسوبيه أم هو حصان طروادة لأهداف الحكومة الإرترية وأجندتها تستخدمه كيفما شاءت مع علاقتها بحكومة الإنقاذ ضاعت القضية البجاوية الحقيقية وفي إطار حسابات الحكومة الإرترية وسعيها الحثيث لحل أزمتها الإقتصادية وأزمة الوقود التي كانت تعاني منها وفك العزلة الإقليمية والدولية في علاقاتها السياسة الخارجية, تقدمت للحكومة السودانية بمشروعها كوسيط لحل قضية شرق السودان , وهي من خلقت عناصر وعائها السياسي والعسكري إذ يصعب عليك معرفة قوات المعارضة البجاوية من الجيش الإرتري حيث أن العمليات التي جرت في شرق السودان كلها تمت بجيش إرتري محض مع قلة من أبناء البجا وتحقيق أهداف ارترية واضحة المعالم كالمعارك التي جرت في مناطق جنوب طوكر كان هدفها الأساسي أفراغ المنطقة من سكانها وجعلها منطقة خالية من السكان حتى تشكل غطاء عازل بين سكان المنطقة الذي يغلب فيهم الإلتزام الديني وأمتدادهم المتواجدون في الشطر الإرتري, وفق هذه المعطيات تمت مفاوضات قضية شرق السودان في أسمرا .في ظاهرها سعي لحل قضية شرق السودان بينما هدفها الحقيقي والمبطن صفقة بين حكومة الإنقاذ والحكومة الإرترية بموجبها نالت الحكومة الإرترية الكثير من الحكومة السودانية مقابل هذه الصفقة من دعم إقتصادي وتزويد بالوقود وإتفاقيات بين الحكومتين في كافة المجالات مع طرد المعارضة الإرترية من الأراضي السودانية وإغلاق مكاتبها.وبهذا فإن الحكومة السودانية قد أغلقت أحد الأبواب المزعجة بالنسبة لها وخاصة بوابة الشرق هي أهم بوابة لتحقيق أمنها القومي وإستقراها السياسي وبهذا تحقق لها ماكانت تحلم به كما تحقق للحكومة الإرترية ما هدفت إليه من صنع المعارضة في شرق السودان ولكن حقيقةً هل حققت إتفاقية الشرق طموحات وأشواق مواطن شرق السودان من تنمية وعلاج وتعليم وهل حققت ولو بشكل جزئي البرامج والأهداف للمعارضة البجاوية. هذا مايجيب عليه المواطن البجاوي الذي لايزال يعاني من رفيقه القديم المتجدد (الجوع المرض الجهل)نسأل الله أن يجعل الضنك الذي عاشه إنسان الشرق أن يكون وراءه فرج قريب,فالله يغضب إن تركت سؤاله وبني آدم إن سألته يغضب0

أحمد أبومحمد البجاوي