المؤتمر التشاورى لشرق السودان

تقرير : صالح عمار





[color=green]المتابع والمشاهد لخشبة المسرح السياسي بشرق السودان يدرك انه لاعروض جادة تقدم الآن وان هناك بياتاً شتوياً لايعكر صفوه الابعض التراشقات والملاسنات هنا وهناك ،ومابين هذا الصمت ـالذي لايعرف مايخبئه ـ وتلك التراشقات انزوي اتفاق سلام شرق السودان بعيدا عن الاضواء ولم تعد هناك حديث وتفاصيل عن بنوده ماتم تنفيذه منها ومالم يتم ،الموتمر التشاوري حول اتفاق سلام الشرق الذي كان مقرراً انعقاده بعد شهر من توقيع الاتفاق ( أي في نوفمبر 2006 ) ولم يعقد حتي الآن واحد من اهم بنود هذا الاتفاق والتي تحتل فصلاً كاملاً ...


حسب نص المادة ( 33) الفصل الرابع من اتفاق اسمرا تتمثل اهداف الموتمر التشاوري في :


*الترويج واستقطاب الدعم لاتفاق سلام شرق السودان


*تهئية المناخ الملائم والدفع بالتنفيذ الفوري والفعال للاتفاق


*اعداد ملتقي للشركاء ليقدموا ملاحظاتهم وتوصياتهم لسلطات شرق السودان والسلطات القومية


اما ضوابط الموتمر وحضوره وتاريخ انعقاده فيرد عنها في نفس المادة :


· يراس الموتمر شخصية سودانية بارزة يختارها الطرفان


· يشارك في الموتمر كل الشركاء المعنيين ،بما في ذلك ممثلو وزعماء القبائل ،الاحزاب السياسية ،منظمات المجتمع المدني ،الاتحادات النقابية ،المهنيون ،رجال الدين،قيادات رجال الاعمال ،واعضاء من المغتربين . كما سيكون هناك مشاركة فاعلة ومعقولة من قبل المراة والشباب


*ينعقد الموتمر الاستشاري خلال (30) ثلاثين يوما من تاريخ التوقيع علي هذا الاتفاق في احدي ولايات الشرق الثلاث


*ترفع نتائج الموتمر للسلطات ذات الصلة علي المستوي القومي وعلي مستوي شرق السودان ..


وتتضح من خلال اهداف الموتمر المضمنة في النص السابق والفعاليات المشاركة فيه والتي تشمل تقريبا كل شرائح المجتمع الموثرة ان اطراف الاتفاق هدفت لمعالجة الانتقادات الحادة التي انطلقت قبل بداية التفاوض واثناءه لثنائية الاتفاق وعدم وجود رقابة دولية ،وهي انتقادات تمثلت خطورتها في انها لم تقتصر علي التنظيمات السياسية التي لم تشرك في طاولة المفاوضات (كالمنبر الديمقراطي وتنظيم الاصلاح والتنمية ) وانما امتدت لمجموعات وافراد داخل الموتمر الوطني وجبهة الشرق انفسهم بجانب قيادات اهلية لها وزنها واهميتها في الشرق ،فالشيخ ابوعلي مجذوب القيادي في الموتمر الوطني ووالي البحر الاحمر السابق تحدث اكثر من مرة في منابر عامة عن انه لم تتم اخذ مشورتهم في هذا الملف بتاتا رغم كونهم جزاءً من الشرق وينشطون في العمل السياسي ولهم تجربتهم الطويلة في هذا المجال ووكيل ناظر البني عامر بالبحر الاحمر حامد محمد علي يذكر هو الاخر في موتمر صحفي عقده في ابريل 2007 بكسلا بعد عودته من احتفال اقامته جبهة الشرق بتلكوك انه لم تتم استشارتهم كادارة اهلية في أي مرحلة من مراحل التفاوض وموافقتهم وترحيبهم بالاتفاق نابعة من كونه قد اوقف الحرب وحقق السلام وهم ياملون ان يكون الموتمر التشاوري منبرا لمعالجة هذا الخلل،ولم ينجو موتمر البجا هو الاخر من المتحفظين والرافضين لما كان يجري في اسمرا فقيادة الداخل وجهة انتقادات علنية لقيادة الخارج الممسكة باوراق التفاوض سبقها ارسال مذكرات داخلية واحدة منها معنونة للقائد موسي محمد احمد رئيس جبهة الشرق بتاريخ 8/6/2006 وتتضمن مطالبة باشراك قيادة الداخل في كل مراحل التفاوض واشراك مراقبين دوليين مع التهديد بانه اذا لم يتحقق ذلك فسيتخذون موقفا واضحا من الاتفاق