نبذة عن سواكن
صفحة 1 من اصل 1
نبذة عن سواكن
ويذكر (المقريزى) صاحب كتاب(المواعظ والاعتباربذكر الخطط والاثار ص119) ان هناك طريقا من النيل الى (سواكن وباضع ودهلك) وغيرها من جزائر البحرالاحمر نجا منه بنو امية الهاربين عندما جد اتباع العباسين فى ملاحقتهم.وليس غريبا ان يذكر المقريزى كل تلك الموانى فى موضع واحد لانه يعنى بذلك ان المواقع التى مارس فيها العرب نشاطهم التجارى كانت على صلة وثيقة بوادى النيل فى ظهيرها الافريقى. ولما كانت سواكن قد عاصرت باضع خلال خمسة قرون على الاقل وعيذاب من بعدها فان ذلك يعنى انها عاشت فترة طويلة تمتد من حوالى القرن الثامن الميلادى الى القرن التاسع عشر الميلادى ويبدو ان باضع ثم عيذاب كانت شهرتهما وطبيعة خدماتهما للتجارة والملاحة تقلل من قيمة سواكن وتحجبها فلم يكن لها ذكر ولنضرب بذلك بعدم ورود اسمها فى (عقد الامان) الذى اعطاه عبد الله بن الجهم للملك(كانون بن عبد العزيز)عظيم البجاة عام831م. وتؤكد جميع المراجع العربية القديمة ان سواكن وظهيرها كان يستقبل افواجا من الاسر العربية خلال القرون(التاسع والعاشر والحادى عشر) وكانت تلك العناصر تصل اليها عبر البحر من اليابس المقابل مباشرة طلباللاستقرار فى الوطن الجديد.ويبدو ان سواكن ظلت منذ ان بدا سيل التسرب العربى وحتى1255م قرية صغيرة محدودة القيمة سكانها من الهمج وانها كانت تخدم نشاطا محدودا لمرور تجارة الدويلات المسيحية فى قلب حوض النيل الاوسط وتبرر الحقيقتان السابقتان عدم امتداد المد الصليبى البحرى التى تسربت بعض موجاته الى مياه البحر الاحمر فى النصف الثانى من القرن الثانى عشرالميلادى على وجه التحديد وكان اهتمام (ارناط) زعيم الصليبين موجها الى الموانى الكبيرة العربية الاسلامية (كعيذاب وجده)
ولو القينا الضوء على طبيعة العلاقات بين سواكن واهل سواكن من ناحية وبين مناطق الظهر القريب والبعيد من ناحية اخرى لوجدنا انها تمثل النافذة التى يطلون عليها على العالم ولابد من افتراض سيادة العلاقات الطيبة فيه لان ذلك هو المبرر الوحيد الذى يفسر مرور التجارة وامتداد الطرق والدروب فى قلب اوطان البجا. وقد اشار المقريزى وابن سليم الاسوانى الى تلك الطرق وانها كانت تربط بينها وبين مراكز تجميع التجارة على النيل وتنساب فيه السلع والمنتجات السودانية. وهكذا كانت سواكن مركز لنشاط تجارىاسترعى نظر مصر وجذب انتباهها حتى عمل سلطان المماليك على وضع ايديهم عليها نهائيا وهناك اكثر من دافع لذلك واهمها هى وضع الحد للتهديد المباشر والغير مباشر الذى كان يعترض تجارة البحر الاحمر واحكام الرقابة على الدويلا ت المسيحية وعلاقتها مع الخارج ومهما يكن فان سقوط سواكن فى يد مصر كان له مغزى سياسى بعيد الاثر فى السودان ذاته لانه يعنى احكام السيطرة والرقابة العربية والاسلامية على المنفذ البحرى والتهديد المباشر لمعاقل المسيحية فى النوبة وبذلت مصر من جانبها كل ما وسعها لرعاية سواكن والساحل السودانى وكانت الحملات تصلها من حين لاخر لحفظ النظام واقرار السلام وتثبيت السلطة وجلب السلع وجباية الضرائب
وكانت من تلك الحملات الحملة التى سيرها السلطان الناصرسنة1310 ميلادية الى سواكن لتثبيت يد مصر عليها وتامين التجارة المارة بها واذا علمنا بان دولة (المقرة)المسيحية قد لقيت نهايتها سنة1340م فان ذلك يدل بطريقة علمية على مدى القيمة الاستراتيجية والاقتصادية لميناء سواكن. ويكن القول ان سواكن ظلت خلال تلك الفترة من تاريخ حياتها والتى استمرت الى السنوات الاولى من القرن الخامس عشر الميلادى من الموانى الصغيرة غير المشهورة وكانت خدماتها محدودة كتصريف بعض سلع الدويلات المسيحية ومرور الحجاج من المسيحين الى الاراضى المقدسة فى اورشليم وذلك حتى اوائل القرن السادس عشر الميلادى حيث اذداد المد العربى الاسلامى وعملت سواكن فى خدمة تجارة الرقيق والتىكانت تجد سوقا مذدهرا فى شبه الجزيرة العربية وخدمة تجارة التهريب ومرور السلع المحظورة والتى كانت فى الغالب سلع يتم تهريبها لا لانها محظورة بل ربما كان لمجرد التهرب من الضرائب والمكوس الجمركية عليها فى ميناء اخر يخضع لاشراق حكومى منظم ميناء(عيزاب). والواقع يقول ان انتقال سواكن من حال الى حال ترتب عليه المحنة التىى تعرضت لها(عيذاب) على يد سلطان المماليك حوالىعام1426ميلادية وترتب عليها ان هاجر بعض اهلها الى سواكن لاستئناف حياتهم فى خدمة التجارة والملاحة وتؤكد المراجع انه فى نفس تلك السنة بالذات والتى خربت فيها عيذاب وصلت السفن التجارية الكبيرة المحيطية الى سواكن من الهند والصين وتصدرت منذ ذلك الحين موانى الساحل السودانى واعتلت مرتبة ممتازة بين موانى البحر الاحمر بصفة عامة.
ولو القينا الضوء على طبيعة العلاقات بين سواكن واهل سواكن من ناحية وبين مناطق الظهر القريب والبعيد من ناحية اخرى لوجدنا انها تمثل النافذة التى يطلون عليها على العالم ولابد من افتراض سيادة العلاقات الطيبة فيه لان ذلك هو المبرر الوحيد الذى يفسر مرور التجارة وامتداد الطرق والدروب فى قلب اوطان البجا. وقد اشار المقريزى وابن سليم الاسوانى الى تلك الطرق وانها كانت تربط بينها وبين مراكز تجميع التجارة على النيل وتنساب فيه السلع والمنتجات السودانية. وهكذا كانت سواكن مركز لنشاط تجارىاسترعى نظر مصر وجذب انتباهها حتى عمل سلطان المماليك على وضع ايديهم عليها نهائيا وهناك اكثر من دافع لذلك واهمها هى وضع الحد للتهديد المباشر والغير مباشر الذى كان يعترض تجارة البحر الاحمر واحكام الرقابة على الدويلا ت المسيحية وعلاقتها مع الخارج ومهما يكن فان سقوط سواكن فى يد مصر كان له مغزى سياسى بعيد الاثر فى السودان ذاته لانه يعنى احكام السيطرة والرقابة العربية والاسلامية على المنفذ البحرى والتهديد المباشر لمعاقل المسيحية فى النوبة وبذلت مصر من جانبها كل ما وسعها لرعاية سواكن والساحل السودانى وكانت الحملات تصلها من حين لاخر لحفظ النظام واقرار السلام وتثبيت السلطة وجلب السلع وجباية الضرائب
وكانت من تلك الحملات الحملة التى سيرها السلطان الناصرسنة1310 ميلادية الى سواكن لتثبيت يد مصر عليها وتامين التجارة المارة بها واذا علمنا بان دولة (المقرة)المسيحية قد لقيت نهايتها سنة1340م فان ذلك يدل بطريقة علمية على مدى القيمة الاستراتيجية والاقتصادية لميناء سواكن. ويكن القول ان سواكن ظلت خلال تلك الفترة من تاريخ حياتها والتى استمرت الى السنوات الاولى من القرن الخامس عشر الميلادى من الموانى الصغيرة غير المشهورة وكانت خدماتها محدودة كتصريف بعض سلع الدويلات المسيحية ومرور الحجاج من المسيحين الى الاراضى المقدسة فى اورشليم وذلك حتى اوائل القرن السادس عشر الميلادى حيث اذداد المد العربى الاسلامى وعملت سواكن فى خدمة تجارة الرقيق والتىكانت تجد سوقا مذدهرا فى شبه الجزيرة العربية وخدمة تجارة التهريب ومرور السلع المحظورة والتى كانت فى الغالب سلع يتم تهريبها لا لانها محظورة بل ربما كان لمجرد التهرب من الضرائب والمكوس الجمركية عليها فى ميناء اخر يخضع لاشراق حكومى منظم ميناء(عيزاب). والواقع يقول ان انتقال سواكن من حال الى حال ترتب عليه المحنة التىى تعرضت لها(عيذاب) على يد سلطان المماليك حوالىعام1426ميلادية وترتب عليها ان هاجر بعض اهلها الى سواكن لاستئناف حياتهم فى خدمة التجارة والملاحة وتؤكد المراجع انه فى نفس تلك السنة بالذات والتى خربت فيها عيذاب وصلت السفن التجارية الكبيرة المحيطية الى سواكن من الهند والصين وتصدرت منذ ذلك الحين موانى الساحل السودانى واعتلت مرتبة ممتازة بين موانى البحر الاحمر بصفة عامة.
admin- Admin
- عدد الرسائل : 519
الموقع : https://beja.yoo7.com
الدولة : النرويج
تاريخ التسجيل : 23/11/2008
"الورقة الشخصية"
"الورقة الشخصية" :: 1
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى