وهج الشروق

من طرف **admin** الثلاثاء مايو 19, 2009 10:51 am

وهج الشروق
البجا وخطر المجاعة في الشرق
خطاب لايلا وآخرين

حسين ولي أركاب
* كان يجب أن أكتب هذا الاسبوع عن (مؤتمر البجا) كما وعدت في المقال السابق ، ولكن هناك أولوية لا تحتمل التأجيل دخلت على الخط ضاغطة وملحة .
* وخطابي الآن موجه مباشرة وبقوة الى الدكتور محمد طاهر ايلا والي ولاية البحر الأحمر . لا لأنه ليس ملماً بحقائق ما أقول وهو أمر من أمور هذه الولاية وبحكم موقعه الهام وطبيعته الشخصية المعروفة في الاشراف التفصيلي والمباشر على مختلف مهام عمله ، يدرك أكثر من غيره حقائق الأمور الحاصلة في هذه الولاية . ولكن إداراك الوالي وحكومته لهذه الأمور لا يعفي الآخرين من المسئولية فيها وفرضية إبداء الرأي حولها وإلا لما كانت هناك ديمقراطية ولا كانت شورى .
* انني اناشد الوالي أن يجعل الأولوية الآن في انقاذ شعبه من مخاطر مجاعة محققة
ظهرت بوادرها في الأرياف وامتدت الى الأطراف الفقيرة في المدن .
* وعندما أخاطب الوالي لا أبالي بأي تفسيرات سياسية تعود اليَّ من مردود هذه المخاطبة . وليقل فلاسفة الفراغ السياسي والمقاهي ما شأوا أن يقولوا ولكن علينا في الكفة الأخرى ان نفصح صادقين عن خلجات ضمائرنا وما نؤمن به مخلصين .
* ان شعب البجا - على وجه الخصوص – سواء في الارياف بدرجة الح أو في المدن يتعرض لأقسى ظروف الفقر ومقدمات المجاعة أكثر من اي قطاعات اخرى للشعب السوداني في المدن .
* إن سيماء الناس تتغير بدرجة واضحة منذ ان تدخل في حدود الاقليم الشرقي سواء اتيت من طريق عطبرة أو اتيت من طريق كسلا .
* إن الفقر في المحطات الشرقية يتعنون مباشرة في شكل وجسد الانسان فالانسان في المحطات الشرقية ضامر وحزين ومهزوم ويصطدم ناظريك واقعه ومظهره منذ ان تصل مسافراً الى المحطات الشرقية وانت قادم من عمق السودان . (واتمنى ان لا امضي أكثر في مقارنة الناس والأماكن والحقائق في دروب السودان الطويلة) .
* ان شخصية ايلا الذي بذل جهداً مقدراً لبسط قاعدة جريئة من بنيات النمو والتحول على مختلف الاصعدة تحرضنا لنناشده بقوة – ودون وجل أو اضطراب – ليجعل همه الآن هو التصدي للظروف العصيبة التي يمر بها شعبه في أرياف الولاية .
* ان المنظمات الانسانية الاجنبية والمنظمات الخليجية انقذت شعبنا من واقع المجاعة المأسوي في الثمانينات (وقد حصلت معجزات انقاذ حقيقية في معسكرات اسوتربا وفي الجولات التي كانت تقوم بها اتيام الانقاذ المكثفة في الارياف) .
* وسوف لا يغفر لنا التاريخ اي تهاون في هذا الشأن تحت اي ذريعة .
* ان الأمور يجب ان توصف وتقاس بوقائعها الماثلة ومستشفياتنا الآن مكتظة بأبناء البجا بمختلف الأمراض وعلى رأسها أمراض الفقر بشكل انتقائي ملفت للنظر واذا زرت المستشفيات يداهمك انطباع بأن البجا هم وحدهم الذين يمرضون .
* ومن مسئولياتنا كأبناء بجا (لهم القدح المعلى في السلطة التشريعية والتنفيذية في الولاية أن نكون أكثر بذلاً وعطاءاً وشجاعة وأكثر شبهاً بملامح شعبنا) (وحقيقة هناك فرق في الملامح بين القادة وجماهير شعبنا فهؤلاء القادة الذين نراهم في المحافل والقاعات لا ينتمون حالاً أو مظهراً لواقع الشعب الذي يمثلونه) ( ولا يحتاج المرء في هذا الصدد لشرح أكثر أو عبارات أوضح) .
* ان الشعب البجاوي في حاجة الى الانقاذ وليحضر موسى محمد احمد من القصر الجمهوري وليحضر ولاتنا ونواب الولاة وليحضر نواب المجلس الوطني وليحضر ممثلوا شعبنا التشريعيون وليحضر قادة اجهزة الخدمة المدنية من ابناء شعبنا من مدير للميناء أو مدير لذهب أرياب أو غيرهم في المواقع المؤثرة الأخرى ... عليهم الا يدسوا رؤوسهم في الرمال وعليهم ان يواجهوا وقائع أوضاع شعبهم الماثلة وينقذوا البجا من ويلات موت محقق .