بانوراما -السوق

من طرف **admin** الأربعاء فبراير 18, 2009 1:52 am

: تخطيط السوق القديم لم يطرأ عليه تغيير إنما حدثت إضافات وتبديل للمواقع , سوق الصاغة والجلادين انتقل لموقعه الحالي شرق المستشفى وكانت مبانيهما من الطين, الحدادين ونجارين العناقريب والسمكرية والغسالين والزعافة شيدت لهم مباني من الطين شرق السوق, المكان الذي فيه بنك الخرطوم حاليا والمحلات المجاورة الى الشمال منه كانت مساحة خالية في جانبها الجنوبي غرفة كبيرة من الطوب هي نقطة شرطة السوق أو (التمنه) كما كان يطلق عليها وفي الجانب الشمالي منها غرفة هي نقطة الجمارك حيث تأتي (القندرانات) من اريتريا واثيوبيا لتسجيل حمولتها ودفع رسوم العبور الى داخل البلاد , يتوسط هذه المساحة بئر ماء تستخدم لامداد المحلات بالماء للشرب والرش امام الدكاكين حيث أن الرش امام الدكان والنظافة اليومية واجب على كل صاحب محل ومن يخالف يتعرض للغرامة ويشرف مأمور المركز بنفسه على تنفيذ هذا الامر حيث كان يمر يوميا الساعة السادسة صباحا على جميع المحلات والمطاعم والمقاهي والجزارة وسوق الخضار ليتأكد من ذلك, وإذا أنت مررت بالسوق صباحا فلن ترى( كيس طاير) ولا اوساخ متجمعة امام المحلات , تستقبلك رائحة البخور التي تنبعث من الدكاكين والمطاعم والقهاوي حيث يحرص كل صاحب محل على اطلاقه استفتاحا , اصحاب المحلات كانوا يمثلون خليطا من جنسيات مختلفة , اليونان ,الهنود, الصومال, الشوام, اليمانية ,الحضارمة , الاثيوبيين الحجازيين, بالاضافة الى المواطنين من كافة ارجاء البلاد. لكل جنسية تخصص تجاري مميز .
مكان عمارة العمدة الحالية , مبنى من الطوب من عدة غرف هو مقر عمدة المدينة ( العمدة احمد جعفر) عليه رحمة الله , أمام المبنى من الناحية الغربية شجرة جميز ضخمة يتفيأ ظلالها المراجعين واصحاب القضايا.
2-
أشهر المطاعم في ذلك الوقت مطعم عمنا (احمد طيارة) ومطعم (يوسف ود النجار ) عليهما رحمة الله , ومطعم الخواجة( مندلي شمال سوق الخضار) وكان ملتقى (الموظفين) صفوة المجتمع آنذاك ,حيث يقدم فيه الطعام والشراب على الطريقة الانجليزية..(الشوكة والسكين والفوطة على الصدر ..والهدوء الارستقراطي يغلف المكان)
اشهر القهاوي ( قهوة الممرضين وقهوة زروق ) حيث جهاز الراديو الوحيد بالسوق وربما بالمدينة كلها, والذي يعمل بالبطارية الجافة , يجتمع رواد المقهى عصرا امام المقهى , الارض مرشوشة الكراسي والطاولات منتهى النظافة, يستمعون الى الاخبار من اذاعة لندن واذاعة امدرمان التي كان يبدأ بثها الساعة الرابعة عصرا وحتى التاسعة مساء.
ولا ننسى حلواني الخوجة(ابو طياره) مقابل عمارة الضيقي من جهة الجنوب والتي كان مكانها (العمارة) قبل بنائها مبني شركة سنجر لماكينات الخياطة .. يجاورها من جهة الغرب سوبر ماركت ( الشركة الحبشية) لصاحبه الخواجة سوكراتس شمال سوق الخضار وكلها أصبحت الآن من ذكريات الزمن الجميل
3-
اشهر الترزية(بدل وبنطلونات) عمنا (عبد السلام بلال) وعمنا ( علي عبد العزيز) وكان لي شرف العمل معهما صبيا , وهذه حكاية سيأتي ذكرها لاحقا ....
4-
اشهر نجارين الموبليا عمنا (مصطفى خليفة) و(محمد الخليفة طويل) الحكم المعروف . رحمهما الله
5-
اشهر نجارين العناقريب عمنا (سلمان طيفور) الذي تعلمت على يديه نجارة البنابر, واعمامنا( صديق الامام , محمد الامين المقبول, حسين عبد المتعال, صديق مصطفى,عمر مصطفى.. ابكر قاضي, احمد الريح)
اشهر بائع شاي متجول بامتداد سوق الحدادين والنجارين , كان عمنا (احمد عثمان ) رحمه الله.. وهو صاحب قهوة النيمة مقابل الموقف والتي انتقل منها لاحقا لمكانه الحالي داخل السوق.
نواصل

الاستاذ الطيب محمود النور