ليلة الركض على الطوب
صفحة 1 من اصل 1
ليلة الركض على الطوب
كنا مجموعة من الصبية , نسكن (حلة جديد) , في اواخر الاربعينات من القرن الماضي, ......ادروب , محمد ادريس بيرنفي, برهان سند, عبد الله محمد داير, وأنا وشقيقي الاكبر, نتشارك في لعب الدافورى عصرا بالارض الفضاء جنوب الحلة, مكان ( طيبة الذكر) السينما الشرقية , ومساءاً في الليالي المقمرة نلعب ماتيسر من العاب ذلك الزمان (شليل وماشابه) , قبل أن نخلي الساحة قبل العشاء ( للمرافعين ).
2-
ذات صباح ونحن في طريقنا الى المدرسة , فوجئنا بعدد من لواري التراب تفرغ حمولتها بملعبنا , وعدد من العمال يقومون بحفر الارض , يشرف عليهم شاب قمحي اللون ممتلىء الجسم يلبس رداء كاكي وقميص (نص كم ) ويعتمر قبعة , وبجواره رجل مسن في نفس لون الشاب يلبس بنطلونا وقميص , تملكتنا الحيرة والعجب من هذا الذي يحدث بملعبنا , ماذا يفعل هؤلاء ؟ . عدنا من المدرسة عند الظهيرة , ووجدنا العمل لايزال جاريا , وزاد عليه بعض العمال يقومون بصنع كميات من الطوب الاخضر ويبسطونه على امتداد الساحة من الغرب الى الشرق ليجف بحرارة الشمس ,
3-
دخلنا الحلة فوجدنا الكبار يتهامسون ,تلصصنا و اصغينا , فسمعنا مفردة جديدة لم نسمع بها من قبل... (سينما)... ما هذه السينما وما دخلها بملعبنا , بعد حين اتضحت الرؤية , فالرجل المسن اسمه ( السيوفي) وهو موظف كبير من سكان الخرطوم والشاب ابنه(اسلام) وهم بصدد انشاء دار لشىء اسمه السينما تعرض صوراً متحركة اسمها ( افلام) .
4-
تصاعد اللغط بين الكبار والمناقشات حول هذه السينما هل هي حلال ام حرام ؟ حتى استقر الرأي اخيرا على حرمتها وفسادها , بل سرت اشاعة قوية بأن السيد الحسن الميرغني (رحمه الله) قال أنه لن يمر بالطريق الذي به هذه السينما , وكان ذلك القول الفصل , الذي جعلنا نحن الصغار نفكر في طريقة للانتقام من هؤلاء الدخلاء الذين اغتصبوا ملعبنا , تدبرنا أمرنا بليل , وحددنا ساعة الصفر , وفي ليلة ظلماء , نفذنا مؤامرتنا الصغيرة, انطلقنا نركض على الاف الطوب الاخضر المفروش على امتداد الساحة , ثم عرجنا على الطوب الجاف تكسيرا وتفتيتاً , ثم تسللنا كل الى منزله , مسرورين , نظن أن هذه نهاية هذا الموضوع , وأن هذه السينما لن تقوم لها قائمة بعد الآن...ونمنا ملء جفوننا..
5-
اصبح الصبح, فإذا بعمنا السيوفي وابنه ومجموعة من رجال الشرطة يرافقهم شيخ الحلة , يطوفون بمنازل الحي , يخرجون الصبية الى الشارع , ( ارفع رجلك ياولد) هكذا انتهرنا ذلك (الشاويش) مكتنز الجسم أحمر العينين وهو يتمعن في أقدامنا ... الله ....لقد نسينا في غمرة فرحتنا أن نغسل أرجلنا بعد تنفيذ مخططنا, ( ارفع رجلك ياولد) .. من لا يوجد بقايا طين أسفل قدميه فهو آمن , أما نحن (المتآمرون) فلقد اسقط في أ يدينا وضبطنا بالجرم المشهود , اقتادونا الى مركز الشرطة حيث طلب من كل ولى أمر أن يكتب تعهدا بعدم تكرار مثل هذا الحدث , وعفا عمنا السيوفي عن خسارته المادية ,
6-
بعدها صارت هوايتنا مراقبة بناء السينما وارتفاعها شيئا فشيئا , لا بل كنا بين الحين والآخر نشارك في حمل الطوب الجاف ورصفه نظير بضعة قروش حتى اكتمل البناء , واكتملت التجهيزات الداخلية , وبدأ التشغيل التجريبي للسينما لمدة شهر والدخول مجانا . .... ثم صرنا لاحقا من (مدمنيها) .....
نواصل
2-
ذات صباح ونحن في طريقنا الى المدرسة , فوجئنا بعدد من لواري التراب تفرغ حمولتها بملعبنا , وعدد من العمال يقومون بحفر الارض , يشرف عليهم شاب قمحي اللون ممتلىء الجسم يلبس رداء كاكي وقميص (نص كم ) ويعتمر قبعة , وبجواره رجل مسن في نفس لون الشاب يلبس بنطلونا وقميص , تملكتنا الحيرة والعجب من هذا الذي يحدث بملعبنا , ماذا يفعل هؤلاء ؟ . عدنا من المدرسة عند الظهيرة , ووجدنا العمل لايزال جاريا , وزاد عليه بعض العمال يقومون بصنع كميات من الطوب الاخضر ويبسطونه على امتداد الساحة من الغرب الى الشرق ليجف بحرارة الشمس ,
3-
دخلنا الحلة فوجدنا الكبار يتهامسون ,تلصصنا و اصغينا , فسمعنا مفردة جديدة لم نسمع بها من قبل... (سينما)... ما هذه السينما وما دخلها بملعبنا , بعد حين اتضحت الرؤية , فالرجل المسن اسمه ( السيوفي) وهو موظف كبير من سكان الخرطوم والشاب ابنه(اسلام) وهم بصدد انشاء دار لشىء اسمه السينما تعرض صوراً متحركة اسمها ( افلام) .
4-
تصاعد اللغط بين الكبار والمناقشات حول هذه السينما هل هي حلال ام حرام ؟ حتى استقر الرأي اخيرا على حرمتها وفسادها , بل سرت اشاعة قوية بأن السيد الحسن الميرغني (رحمه الله) قال أنه لن يمر بالطريق الذي به هذه السينما , وكان ذلك القول الفصل , الذي جعلنا نحن الصغار نفكر في طريقة للانتقام من هؤلاء الدخلاء الذين اغتصبوا ملعبنا , تدبرنا أمرنا بليل , وحددنا ساعة الصفر , وفي ليلة ظلماء , نفذنا مؤامرتنا الصغيرة, انطلقنا نركض على الاف الطوب الاخضر المفروش على امتداد الساحة , ثم عرجنا على الطوب الجاف تكسيرا وتفتيتاً , ثم تسللنا كل الى منزله , مسرورين , نظن أن هذه نهاية هذا الموضوع , وأن هذه السينما لن تقوم لها قائمة بعد الآن...ونمنا ملء جفوننا..
5-
اصبح الصبح, فإذا بعمنا السيوفي وابنه ومجموعة من رجال الشرطة يرافقهم شيخ الحلة , يطوفون بمنازل الحي , يخرجون الصبية الى الشارع , ( ارفع رجلك ياولد) هكذا انتهرنا ذلك (الشاويش) مكتنز الجسم أحمر العينين وهو يتمعن في أقدامنا ... الله ....لقد نسينا في غمرة فرحتنا أن نغسل أرجلنا بعد تنفيذ مخططنا, ( ارفع رجلك ياولد) .. من لا يوجد بقايا طين أسفل قدميه فهو آمن , أما نحن (المتآمرون) فلقد اسقط في أ يدينا وضبطنا بالجرم المشهود , اقتادونا الى مركز الشرطة حيث طلب من كل ولى أمر أن يكتب تعهدا بعدم تكرار مثل هذا الحدث , وعفا عمنا السيوفي عن خسارته المادية ,
6-
بعدها صارت هوايتنا مراقبة بناء السينما وارتفاعها شيئا فشيئا , لا بل كنا بين الحين والآخر نشارك في حمل الطوب الجاف ورصفه نظير بضعة قروش حتى اكتمل البناء , واكتملت التجهيزات الداخلية , وبدأ التشغيل التجريبي للسينما لمدة شهر والدخول مجانا . .... ثم صرنا لاحقا من (مدمنيها) .....
نواصل
admin- Admin
- عدد الرسائل : 519
الموقع : https://beja.yoo7.com
الدولة : النرويج
تاريخ التسجيل : 23/11/2008
"الورقة الشخصية"
"الورقة الشخصية" :: 1
مواضيع مماثلة
» شمعة فى ليلة مظلمة
» عريس طلب من مرتو طلب غريب ليلة الدخلة !!!
» عريس طلب من مرتو طلب غريب ليلة الدخلة !!! 2
» عريس طلب من مرتو طلب غريب ليلة الدخلة !!! 3
» عريس طلب من مرتو طلب غريب ليلة الدخلة !!!
» عريس طلب من مرتو طلب غريب ليلة الدخلة !!! 2
» عريس طلب من مرتو طلب غريب ليلة الدخلة !!! 3
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى